الخالدون العرب | الخوازمي

محمد بن موسى الخوارزمي، ظهر في عصر المأمون  و توفي حوالي سنة 850 م، و كان ذا مقام كبير عنده، فأحاطه بضروب من الرعاية و العناية و ولّاه منصب بيت الحكمة، كما جعله على رأس بعثة علمية إلى الافغان بقصد البحث و التنقيب. أصله من خورازم، و أقام في بغداد حيث اشتهر و ذاع صيته و انتشر اسمه بين الناس.


برز في الرياضيات و الفلك، و كان له أكبر الأثر في تقدمها و ارتقائها فهو أول من استعمل علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب و في قالب منطقي علمي. كما انه أول من استعمل كلمة الجبر للعلم المعروف بهذا الاسم. و من هنا أخذ الإفرنج هذه الكلمة و استعملوها في لغاتهم - Algebra - و كفاه فخرا أنه أول من ألف كتابا في الجبر في علم يُعد من أعظم أوضاع العقل البشري لما يتطلبه من دقة و أحكام في القياس.


ولهذا الكتاب قيمة تاريخية و علمية، فعليه اعتمد علماء العرب في دراساتهم عن الجبر، و منه عرف الغربيون هذا العلم.


و كذلك لهذا الكتاب شأن عظيم في عالم الفكر والارتقاء الرياضي، و لا عجب فهو الأساسُ الذي شُيّد عليه تقدم الجبر. و لا يخفى ما لهذا الفرع الجليل من أثر في الحضارة من ناحية الاكتشاف و الاختراع اللذان يعتمدان إلى حد كبير على المعادلات و النظريات الرياضية...


حلق في سماء الرياضيات، و كان نجما متألقا فيها. اهتدى بنوره علماء العرب و علماء أوروبا. و كلهم مدين له، بل المدنية الحديثة مدينة له بما أضاف من كنوز جديدة إلى كنوز المعرفة الثمينة. 

اقرأ أيضا في الخالدون العرب
الخالدون العرب الخوازمي
الخالدون العرب الخوازمي 

No comments:

Post a Comment