كلمة - لا - كلمة شديدة على النفس، فلا أحد يحب أن يُقابل مطلبه بالرفض، و كلنا يتمنى أن يُقال لنا في كل آن و حين : لبيك.
بيد أننا كثيرا ما نكون مجبرين على قولها .. و في أحيان أخرى يجب أن نقولها.
قد يطلب مني صديقي طلبا مزعجا، أعلم أنني سأتضرر إذا قمت به، فهل أقبل على استحياء أم أقول - لا -؟
قد يتصل بي أحد الأشخاص الأعزاء و يطلب مقابلتي بشكل ملح في وقت قد خصصته لزوجتي و أولادي و أنتظره طوال الأسبوع بفارغ الصبر، فهل أقبل مقابلته على مضض أم أقول - لا -؟
قس على ذلك، قائمة مطالب لا تعد من جميع من حولك، مجرد قبولها لها يحول حياتك إلى دوامة، و أعباء تعييك .. و وعود تثقل كاهلك.
فما الحل .. ؟
هل هو في قول - لا - صراحة ؟؟؟
نعم إنه في قول - لا - و بوضوح.
أعلم ان قول لا صعب و مخجل .. أعلم أن حجتك في عدم قولها :
- كي لا يغضب مني أحد.
- لأنني لا أحب أن يقولها لي أحد.
- أريد قولها .. لكنني أستحي من نطقها.
- خوفا من ردة الفعل التي سيقابل بها الطرف الآخر رفضي.
لكننا يجب أن نتعلم قولها، و نتعلم فن الاعتذار و ذلك لأسباب هامة منها:
- خصوصياتي و أعمالي و طموحاتي و مشاغلي .. و التي قد يكون قول نعم مضر لها، و يعمل على إفشالها.
- لأن الإحجام عن قول - لا - يثقل كاهلي مما يسبب لي إرهاقا و إجهادا يؤثر على حياتي الشخصية و المهنية.
- استحيائي من قول - لا - قد يدفعني للدخول في وعود لا أستطيع الوفاء بها، أو على الأقل لست متأكدا من الوفاء بها.
و السؤال الآن هو : كيف تقول - لا - ؟؟؟
هذه أربع مهارات تساعدك في هذا الأمر :
1- قلها و انت تبتسم ابتسامة المعتذر، لا تقلها بسرعة و احذر أن تلقيها بلامبالاة، أشعر الطرف الآخر أنك آسف على عدم استطاعتك مساعدته.
2- يفضل أن تسرد له مبررات رفضك و معاذيرك، فكلمة - لا - و حدها قاسية و شديدة على النفس.
3- قدم له اقتراحات تساعده، لتكن اقتراحات عملية، لا تجعلهها تظهر بمظهر المتهرب من تلبية مطالبه.
4- لا تختلق معاذير أو مبررات، و إياك و الكذب، مهما حاول الطرف الآخر مجادلتك و إثنائك عن الرفض.
إنني أخي الكريم لا أطالبك بالتخلي عن تقديم يد المساعدة، أو التهرب من تلبية مطالب الآخرين، فهذا ديدان أصحاب المنافع، و تغليب لمبدأ الأنانية و حب النفس، لكنني أطالبك أن توازن بين ذاتك و ما تحمله هذه الذات من طموحات و افكار و مشاريع مستقبلية، و بين السعي في حاجة الناس و تلبية مطالبهم، فلا يجوز تغليب طرف على الآخر.
أعرف أناسا يستحون من قول - لا - و في ظنهم أن هذا سيوطئ لهم الأكناف، و تاتي النمتيجة العكسية، و هي أن إسرافهم في قول نعم كان مصيبة عليهم، فالحياة فوضى، و الاولويات مبعثرة، و فوق هذا لم يستطيعوا أن ينفذوا وعودهم، و يلبوا مطالب قد وعدوا بالقيام بها، مما أسخط عليهم الآخرين، و وجدوا ما هربوا منه حاصلا.
الحل في تعلم قول - لا - و بالطريقة التي لا تؤذي أو تجرح.
وهذا الحل - على استثقاله أول الأمر - هو الذي سينقذك من كثير من المواقف، و شيئا فشيئا ستجد من حولك قد تعودوا على طريقتك، و ستجد أنت نفسك غير مجبر على قبول شيء فيه صبغة (الورطة).
No comments:
Post a Comment