كان هناك رجل جالس على الشاطئ يرقب الموج الهادر، و يستمتع بأشعة الشمس
الحارقة، و إذ به يلمح طفلا يصارع الموج في يأس، و بسرعة ألقى بنفسه في أحضان اليم قاصدا ذلك الطفل المسكين، أخذ في الاقتراب منه، و لسانه يلهج بالدعاء ألا تسبقه موجة عاتية تحصد هذا الجسد الهزيل.و عندما وصل إلى الطفل، جاءه من الخلف، و أمسك بتلابيبه، و جره معه إلى الشاطئ، و ارتمى في تعب، و صدره يعلو و يهبط في سرعة، و قد أحس بوخز في صدره جراء هذا السباق المفاجئ.
جرى الطفل بعيدا غير مصدق نجاته، و بقي الرجل ساكنا على الرمال يحاول جمع شتات نفسه. و ما هي إلا لحظات إلا و لمح الرجل بطرف عينيه الطفل الذي أنقذه قادما، و معه سيدة، لا شك انها أمه قد أتت لتشكره، و بالفعل توقفت السيدة و سألته: أ أنت الذي انقذ طفلي من الغرق؟
فقال لها في تواضع: نعم سيدتي.
فقالت له: إذن أين هي الساعة التي كانت في معصمه ؟؟؟؟!!!!
لا داعي لوصف حالة الذهول و الإحباط التي انتابت الرجل، و لا داعي كذلك بالتنبؤ بأنه لن يسدي معروفا لأحد بعد اليوم.
لهذا أعيد و أكرر، لا تنتظر الشكر على خير فعلته، فتصاب بخيبة أمل و إحباط.
[ كريم الشاذلي ]
قصص و عبر | لا تنتظر الشكر على خير فعلته |
No comments:
Post a Comment