ولد ابن بيطار في الربع الأخير من القرن السادس الهجر (الثاني عشر للميلاد). و هو من أسرة البيطار في ملقة. و توفي في دمشق سنة 646 هـ - 1248 م.
يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي في القرون الوسطى و من أكثر العلماء إنتاجا. درس النبات في بلاد مختلفة و كان لملاحظاته الخاصة و تنقيحاته القيمة الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات واسعة. و يقول عنه معاصروه: ((... ضياء الدين بن البيطار هو الحكيم الأجلّ العالم النباتي المالقي.. أوحد زمانه و علاّمة وقته في معرفة النبات و تحقيقه و اختباره و مواضع نباته و نعت أسمائه على اختلافها و تنوعها. سافر إلى بلاد اليونان و تجول في المغرب و مصر و الشام رغبة في العلم و جمع الحشائش و النباتات، و اجتمع هناك إلى بعض الذين يعنون بالتاريخ الطبيعي)) و أخذ عنهم معرفة نبات كثير و عاينه في مواضعه .. كما عاين منابته و تحقق ماهيته.
كان ابن البيطار موضع إعجاب ابن أبي اصيعبة الذي يقول: ((... و أول اجتماعي بابن البيطار بدمشق سنة 633 هـ )) و يقول أيضا أنه رأى فيه أخلاقا سامية و مروءة كاملة، و جمع و إياه الحشائش في ظاهر دمشق فوجد علما غزيرا و من الدراية و الفهم شيئا كثيرا.
و لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة ذكرها ابن اصيعبة في طبقاته. فقد كانا يجتمعان معا للمذاكرة و يحضران الكتب المؤلفة في الأدوية المفردة مثل كتاب ديسقوريدس و جالينوس و الغافقي و أمثالها من الكتب الجليلة في هذا الفن. فكان ابن البيطار يذكر أولا ما قاله (ديسقوريدس) من لغته و صفته و أفعاله، و يذكر أيضا ما قاله جالينوس فبه من لغته و مزاجه و أفعاله و ما يتعلق بذلك، و يذكر أيضا ما قاله المأخرون و ما اختلفوا فيه و مواضع الغلط و الاشتباه الذي وقع لبعضهم في نعته.
و فوق ذلك كان لا يذكر دواء إلا و يُعين في أية مقالة هو من كتب ديسقوريدوسس و جالينوس، و في أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة. و هذا يدل على حافظة عجيبة و ذاكرة قوية إلى أبعد الحدود مما أدهش الذين عاصروه و لازموه.
[ ابن بيطار / كتاب الخالدون العرب / قدري حافظ طوقان ]
اقرأ أيضا عن الخالدين العرب:
الخالدون العرب | ابن خلدون
يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي في القرون الوسطى و من أكثر العلماء إنتاجا. درس النبات في بلاد مختلفة و كان لملاحظاته الخاصة و تنقيحاته القيمة الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات واسعة. و يقول عنه معاصروه: ((... ضياء الدين بن البيطار هو الحكيم الأجلّ العالم النباتي المالقي.. أوحد زمانه و علاّمة وقته في معرفة النبات و تحقيقه و اختباره و مواضع نباته و نعت أسمائه على اختلافها و تنوعها. سافر إلى بلاد اليونان و تجول في المغرب و مصر و الشام رغبة في العلم و جمع الحشائش و النباتات، و اجتمع هناك إلى بعض الذين يعنون بالتاريخ الطبيعي)) و أخذ عنهم معرفة نبات كثير و عاينه في مواضعه .. كما عاين منابته و تحقق ماهيته.
كان ابن البيطار موضع إعجاب ابن أبي اصيعبة الذي يقول: ((... و أول اجتماعي بابن البيطار بدمشق سنة 633 هـ )) و يقول أيضا أنه رأى فيه أخلاقا سامية و مروءة كاملة، و جمع و إياه الحشائش في ظاهر دمشق فوجد علما غزيرا و من الدراية و الفهم شيئا كثيرا.
و لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة ذكرها ابن اصيعبة في طبقاته. فقد كانا يجتمعان معا للمذاكرة و يحضران الكتب المؤلفة في الأدوية المفردة مثل كتاب ديسقوريدس و جالينوس و الغافقي و أمثالها من الكتب الجليلة في هذا الفن. فكان ابن البيطار يذكر أولا ما قاله (ديسقوريدس) من لغته و صفته و أفعاله، و يذكر أيضا ما قاله جالينوس فبه من لغته و مزاجه و أفعاله و ما يتعلق بذلك، و يذكر أيضا ما قاله المأخرون و ما اختلفوا فيه و مواضع الغلط و الاشتباه الذي وقع لبعضهم في نعته.
و فوق ذلك كان لا يذكر دواء إلا و يُعين في أية مقالة هو من كتب ديسقوريدوسس و جالينوس، و في أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة. و هذا يدل على حافظة عجيبة و ذاكرة قوية إلى أبعد الحدود مما أدهش الذين عاصروه و لازموه.
[ ابن بيطار / كتاب الخالدون العرب / قدري حافظ طوقان ]
اقرأ أيضا عن الخالدين العرب:
الخالدون العرب | ابن خلدون
ابن بيطار الخالدون العرب |
No comments:
Post a Comment