في أوائل سبعينات القرن الماضي قام "والتر ميشيل" من جامعة ستانفورد
بعمل تجربة على بعض الأطفال، أجلسهم على طاولة ووضع أمامهم طبق به قطعة حلوى طيبة الشكل
والرائحة، ثم عرض عليهم صفقة، وهي أن أمامهم خياران، الأول أن يأكلوا الحلوى فوراً،
الثاني هو الانتظار لدقائق معدودة، وفي حالة الانتظار سيمكنهم مضاعفة نصيبهم من الحلوى.
البعض لم يقم بأي محاولة للسيطرة على النفس وأكل الحلوى فورا، البعض الآخر
أخذ في تشمم الحلوى والدوران حولها، غير قليل منهم حاول أن يتلهى بالنظر بعيدا في
محاولة للتغلب على نوازع النهم لديه، في النهاية فشلت ثلث العينة المختارة في التحكم
برغباتها.
تتبع فريق والتر ميشيل حياة العينة التي قامت بالتجربة خلال الثانوية والجامعة
وسن الرشد، راقب سلوكهم الشخصي خصوصا بعدما أثقلت كواهلهم الوظيفة والالتزامات والأبناء،
الشيء الذي كشف عنه الرجل هو أن الأشخاص الذين استطاعوا النجاح في التجربة والفوز بقطعة
حلوى إضافية لم يكونوا أقل نهماً أو أكثر ذكاء من أقرانهم، وإنما كانوا يملكون القدرة
على خداع أنفسهم لعمل الشيء الصائب والصحيح، نظروا إلى الحائط بدلاً من النظر إلى
الطعام، نقروا بأرجلهم على الأرض بدلاً من تشمم رائحة الحلوى، الانتظار شاق على الجميع
وكان هناك خياران إما الاستسلام أو محاولة خداع - الانحياز الحالي - بأي طريقة
كانت.
يقول - ميشيل - الأطفال الذين كبحوا رغباتهم الآنية في أكل الحلوى،
استخدموا نفس القوة للحصول على أفضل ما في الحياة، الأطفال الذين قاموا برن الجرس سريعاً
أظهروا ارتفاعاً في نسبة الإصابة بالمشكلات السلوكية، كانت أزماتهم أكبر، تسويفهم أكبر،
قدرتهم على الدأب أقل.
التفكير في التفكير!، هذا هو المفتاح، البعض اكتشف شيئاً حاسماً في الصراع
بين يجب و أرغب الرغبة لا تنتهي أبدا، التسويف كله يدور حول
تغليب الرغبة على الوجوب.
ولهذا نحب التسويف كثيرا. لأننا في الأصل ضعاف أمام رغباتنا، نريد أن نلتهم قطعة الحلوى الآنية،
أن نرتاح، ومن ثم نبدأ الاجتهاد من الصباح، والصبح هاهنا ليس بقريب!
لا تنسى أن تشارك الموضوع مع أصدقائك لتعم الفائدة
قاوم رغباتك | تجربة و عبرة |
No comments:
Post a Comment